الشوارع/متابعة
ستجول هذه الصورة الكرة الأرضية كلها عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وبسرعة لن تخطر على بال حتى من التقطها، ومن وقف على يمينها ومن يوجد بعصاه على شمالها.
قوة الصورة لا تكمن فحسب في قوتها وتعبيرها المباشر فحسب بل لأنها رسالة يفهم لغتها كل بني البشر. يكفي ألا تكون من كفيفي البصر فتعرف وتفهم مضمونها في رمشة عين.
تاريخ الصراع في المغرب على حلبة الشارع بين المحتجين و السلطات يمكن تلخيصه في صور ناطقة، وهي في الغالب ملتقطة إما أمام البرلمان أو قرب محطة الرباط المدينة أو ما بين باب الرواح وباب السفراء.كما يمكن العثور على صور أخرى التقطت بالدار البيضاء، في مناسبات بعينها.
نقصد الصور القوية. وقوة الصورة ليست بالضرورة إيجابية. قد تكون طافحة بسلبية الإنسان تجاه الإنسان. فرجل التعليم المتظاهر يمكن قراءة قسمات وجهه العميقة/ الهادئة، مقابل توثر جسد صاحب العصا/رجل السلطة، رغم أن وجهه مغطى تماما.
يمكن اعتبار هذه الصورة بالذات أقوى منتوج إعلامي خلال مظاهرات يوم أمس، من حيث القوة والتأثير المفترض.وللأسف، هذه اللقطة لوحدها كافية لنسف المجهود والدعاية الرسميين في مجال حقوق الإنسان، في بضع ثوان.
مستهلك الصورة لا تهمه التقارير الرسمية وغير الرسمية ولا ديباجاتها، ولا تعنيه اللغة المستخدمة ولا رهاناتها. إنه يؤمن بما يرى لا ما يسمع..ولا حتى ما يقرأ على مسمعه.
www.achawari.com