الشوارع/متابعة
نشر موقع “برلمان.كم” افتتاحية ذات مغزى لأنها تعبر عن وجهة نظر/أماني من يقفون خلفه، طالب فيها بدفن حزب البام، لأنه ميت و إكرام الميت دفنه.
وذكر الموقع أنه “توقع منذ بضعة أسابيع بهذا المصير الحتمي، بل وذهب في تحليله الى حد القول إن المستفيد الأكبر من انهيار حزب الأصالة والمعاصرة، سيكون هو حزب التجمع الوطني للأحرار لا محالة، لأن الأعيان النافذين داخل حزب الأصالة والمعاصرة يؤمنون كثيرا “برحلة الشتاء والصيف “.
وللحقيقة والتاريخ، يضيف صاحب الافتتاحية “فلا أحد يمكنه أن ينفي أن حزب الأصالة والمعاصرة استمد قوته من قوة مؤسسيه، وظل يرتشف من هذا الرأسمال اللامادي لعدة سنوات. كما أن لا أحد ينفي أن هذا الحزب استطاع أن يخلق توازنات كبيرة في المشهد الحزبي المغربي، ولعب أدوارا هامة في المرحلة السابقة”
ثم يستدرك الموقع ” لكن الحقيقة التي لا يمكن أن تحجبها الستائر هي أن المقويات التي تم ضخها في شرايين هذا الحزب، تحولت في السنوات الأخيرة إلى نقمة، وأثرت على صحته وشبابه، بل وأصابت وجهه بتشوهات أثرت على صورته”.
فمنذ ولادته، يضيف محرر المقال ” بعملية قيصرية لم يستغرق مخاضها وقتا طويلا، وضع المؤسسون كل رهاناتهم وآمالهم على هذا الحزب كي يساهم في إعادة هيكلة المشهد الحزبي، ويدفع بعجلة التكتل بين الأحزاب الى الأمام، إلا أنه ورغم العملية القيصرية، فقد انطبق على هذا الحزب المثل الدارجي الشهير: “ايديك وايدين القابلة كيخرج الولد أعور”.
ويرى الموقع نفسه أن “البام” “شد إليه الوصوليون الرحال، وتودد إليه المتوددون من كل صوب وحدب، وحج إليه الأعيان من كل فج عميق، حاملين معهم أبناءهم وبناتهم، وعددا كبيرا من أفراد عائلاتهم. وأصبح القريب غريبا في الحزب، والوافد سيد المقعد في صفوفه الاولى. بل أصبح المهتم لا يميز فيه بين الأصيل والدخيل، وبين الجاد والشاد، وبين المتجذر والمتحدر، وبين الصالح والطالح، وبين المنتمي والمرتمي؛ وكأنه “خردة” معروضة في الأسواق الشعبية، أو كأنه ملتقى للضال والتائه، الشاري والبائع، والمقيم والضائع، والمراود والمزايد، إلى أن اهتزت أوتاده، وعبثت الرياح بخيامه، فرحل مؤسسوه متأسفين من كونه انزاح عن مساره، ومتحسرين عن مصيره، بينما سارع مقتنصو الفرص ليرسموا خريطة مشوهة على وجهه، ويجعلوا النفوذ القبلي هو سيد الموقف”.
واليوم ــ وهنا مربط الفرس والمطلب بالنسبة لاصحاب “برلمان.كم” ــ ” وقد أصبح الحزب موضوع نزاع بين أهل مراكش ومن يواليهم، وأهل الحسيمة ومن يواليهم، فقد حان وقت قول الحقيقة المؤسفة، والتي التقطها كاتب هذه السطور من افواه بعض القياديين بالحزب، وهي أن الطريق الوحيد للم شتات الحزب هي التصالح بين الطرفين المتنازعين، ولتحقيق هذا الحل فمتزعمو الفريقين ينتظرون رنات هواتفهم، لتتحرك التعليمات، أما ما لم تأت التعليمات فسيكون مصير الحزب أقرب الى مصير الصنم الذي كان يعبده أعرابي ويحمله معه في حله وترحاله، وحين ابتعد يوما وذهب لقضاء حاجته، فوجئ بثعلب يتبول على الصنم الإله فقال بيته الشهير:
أرب تبول الثعالب على رأسه؟
ذل من بالت عليه الثعالب
استغفر الله العظيم، حتى ذاك الصنم لم يكسره صاحبه بل تركه مرميا في الصحاري وراح إلى حال سبيله، أما زعيم حزبنا فقد بهدله المبهدلون، وسحله الساحلون، وصفعه على خده الصافعون.
وتساءل الموقع عن “مصير أعيان الحزب الذين يعتبرون هم القوة الضاربة بداخله، طبعا فأغلب الاخبار الواردة من هنا وهناك، تقول أنهم لم يجمعوا أمرهم بعد على قرار موحد، ومع ذلك، فوجهتهم القادمة أصبحت معروفة. وإذا ما قضت مطامحهم السياسية بأن يلتحقوا بحزب آخر فهذا معناه أن هذا الفيلق الوافد سيخلق الفارق لا محالة في الانتخابات المقبلة”.
آخر الكلام: نقل عن الرسول الكريم أنه قال :أذكروا موتاكم بخير”، وقد سألت أحد القياديين عن حالة حزبه فأجابني متأسفا: “لقد سلمونا الجثة، لكننا لم نتسلم شهادة الوفاة..”.
www.achawari.com