من القنيطرة..حكاية تحول عميق في علاقة المغاربة بالأمن

الشوارع

في بادرة ذات دلالة على التحول العميق والجذري الذي باتت تعرفها علاقة المواطن المغربي بالمؤسسة الأمنية، ينتظر أن يشهد مقر ولاية أمن القنيطرة حدثا غير عادي بالمرة يوم الأحد المقبل. إنها وقفة تضامنية ليست مع مواطن ضحية تعسف أو شطط في استعمال السلطة، بل مع رجل أمن.

ما الحكاية؟

يتعلق الأمر بسعيد قدوس، الذي لا شك سيسعد بتعاطف طيف من المجتمع المدني القنيطري الذي سيأتي ليلقي عليه تحية تشجيع وتضامن بعد أن قام بتدخل بطولي اضطر معه لاستعمال السلاح أمام واحد من عتاة المجرمين بالمدينة مؤخرا.

وكان مفتش الشرطة نفسه اضطر لإطلاق رصاصة تحذيرية من سلاحه الوظيفي لتوقيف شخص كان في حالة اندفاع قوية، وعرض حياة المواطنين وسلامة عناصر الشرطة لخطر جدي ووشيك بواسطة السلاح الأبيض.

وأوضح بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني  في الموضوع أن دورية للشرطة كانت قد تدخلت بحي الصفاء بالقنيطرة لتوقيف المشتبه فيه، الذي اعتدى على أصهاره بواسطة أسلحة بيضاء بسبب مشاكل عائلية، وأصاب شخصين بجروح متفاوتة الخطورة، كما تسبب في إصابات جسدية لضابط ومفتش شرطة بعد رشقهما بالحجارة وتهديدهما بالسلاح الأبيض، وهو ما اضطر زميلهما لإطلاق رصاصة تحذيرية في الهواء مكنت من تحييد الخطر وتوقيف المعني بالأمر.

 تعليق:

تشير هذه البادرة الطيبة إلى أمور كثيرة لابد من التوقف عندها:

ـــ هي تعبير عن حس مواطناتي وإنساني من قبل مغاربة صاروا أكثر وعيا بأهمية الأمن وحيوية دوره في الحياة المعاصرة المعقدة.

ــ هي انقلاب إيجابي في علاقة المواطن المغربي مع جهاز الأمن، وهي العلاقة التي لم تخل من التشنج والريبة في الماضي.

ــ هي شهادة تاريخية على أن التحولات التي يعرفها المغرب شعبا ومؤسسات عميقة وليست سطحية قبل عقود كان التعبير عن التعاطف مع اي بوليسي شبهة تستلزم الإدانة والتخوين ربما اليوم غير الأمس، يقينا

ــ هي درس على أهمية المجتمع المدني في إحداث التغيير الإيجابي المنشود في شتى مناحي الحياة بمجتمعنا الذي لا بد أن تتخفف مؤسساته الرسمية من كثير من الأعباء وتسليمها كأدوار خلقت للمجتمع المدني ليقوم بها، وفي مقدمتها دور التوعية والإرشاد الجميل.

 www.achawari.com

  

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد