“ميني بروفايل”..إلياس العماري..المغيب الحاضر..الأفق وخناجر العشيرة

الشوارع/المحرر

اشتعلت مواقع التواصل/التناطح المجتمعي قبل أيام بشائعات تتحدث عن قرب تقديم الياس العماري استقالته من رئاسة جهة طنجة تطوان الحسيمة، وعن وجود تمرد من قبل حلفاء الأمس بمجلس الجهة، وعن منع الرئيس السابق للبام من السفر إلى الخارج…إلخ

ومثلما يتقن العماري كثيرا من فن القول ــ رغم بعض العثرات التاريخية ــ فإن الرجل يعرف متى يكمن ومتى يصمت ومتى يخرج ليتحدث. واليوم الخميس 26 شتنبر 2019 خرج ابن امنود لينفي كل ما راج حوله هذه الأيام.

وقد تحدث العماري  لموقع “اليوم 24″ وأعلن أن  “الترويج لوجود أوامر بمنعه من السفر، أو حتى منعه من ذلك، أو سحب جواز سفره، ينطوي على جهل بالقانون قبل أن تكون صلته بالواقع منقطعة”. موضحا أن اسمه ليس مدرجا ضمن أي تحقيق تجريه السلطات، على مختلف المستويات، ولا يمكن للشرطة أن تمنعه من السفر أو تحجز جواز سفره إلا بأمر قضائي بعد خضوعه لإجراءات محددة بالقانون

أكثر  من ذلك أكد المتحدث للوسيلة الإعلامية ذاتها أن الحقيقة العملية الوحيدة هي أنه يوجد الآن في مدريد بعدما امتطى طائرة مطلع هذا الأسبوع من المغرب.

وختم العماري تصريحه كالتالي: “إذا ما ثبت أنني فعلت شيئا ما مضرا بالقانون، أو يضعني على خلاف مع القانون، فإني مستعد للمحاسبة والعقاب”.

ويعد العماري كائنا سياسيا مخضرما ويتقن عددا من فنون الحرب السياسية ومنها المناورة والتمتع بحاسة التوقع القوية في كثير من المنعطفات التي مر بها هو وحزبه.وهو إلى هذا وذاك آخر القادة الباميين ممن له كاريزما الزعامة وقوة الحضور.

ومن سوء حظ الأصالة والمعاصرة أن العماري تنحى أو نحي عن دفة القيادة في وقت كان الحزب بحاجة إليه لبضع سنوات على الأقل لعبور مسالك وعرة وغابات مظلمة لا تعرف من أي شبر يصيبك فخ من فخاخ كثيرة منصوبة في كل اتجاه.

وليس صدفة أن تنحية العماري من قيادة الحزب تلاها سقوط مدو ودراماتيكي لكثير من قطع الدومينو إلى أن وصل التنظيم إلى شبح سكرات موت خالطتها أضغاث أحلام بانبعاث جديد و أمان بعيش في “المستقبل”.

هل إلياس “كامل مكمووول”؟

قطعا لا ولكن غيابه/تغييبه لم يأت بمن هو أقوى منه، فرغم مساوئ العماري كباقي البشر فله ميزات يجب أن يتمتع رفاقه المقربون ، والذين انتفعوا أيما انتفاع من القرب منه، بالشجاعة الأخلاقية والأدبية لقول كلمة حق فيه..حتى وإن كانت الوليمة انتهت والستار أسدل عن العرض.

وسيكون من أعراض السكيزوفرينيا أن يروج لمبادرة “مصالحة” داخلية فيما يتجه آخرون للطعن في رئيسهم الأسبق ومحاصرته في مجال جغرافي هو أقوى معقلهم انتخابيا وسياسيا وشعبيا.

 يطبع شخصية العماري نزوعان بارزان:الجنوح نحو التحدي في مواجهة الحضوم و الميول الفطري إلى دائرة الانتصار إلى المثقف والكاتب والفنان.

طالما عبر العماري عن رغبته في الابتعاد عن ساس يسوس والانزواء في قريته مع قومه الذين معهم ومن هناك بدأ كل شيء.

أحسن ما يمكن للعماري فعله في تلك الخلوة هو أن يحرر مذكراته بكل صدق وأمانه..لأن ما سيبقى للناس وينفعهم هو الشهادة على التاريخ أما حطام السياسة وكيد “المعلفة قلوبهم وبطونهم”..فمحض تقلبات لحيوانات استهلاكية “شغلتهم حشو المصارين”.

 في عالم السياسة، بتوابلها المغربية خصوصا، كل شيء وارد..فالعماري عنقاء من فصيلة خاصة، قد ينبعث من رماده. فلا موت نهائيا في السياسة ولا تألق دائما لأحجار أدمية تتحرك فوق رقعة شطرنج، خيوط خرائط سيرها في مكان معتم..أو أن أبصارنا وبصائرنا أضعف من رؤيتها والتقاط تفاصيلها.

www.achawari.com

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد