الشوارع
بمقياس التاريخ ــ حتى الامبريالي الدموي منه ــ فرنسا قوة. بمقياس الواقع فرنسا صارت قزما فوق قوى الأرض مقارنة بأمم أخرى. بمقياس الوهم والتخلف: دول ذيلية لباريس تحلم أن ماكرون ودولته بيدهما شيء ما.
جاءت أزمة أكورونا لتعري كل شيء تماما.الصين سيدة اللعبة، أمريكا تساير، ألمانيا تقاتل، بريطانيا تترنح..فرنسا تصرخ تصرخ تصرخ.
لا يمكلك الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أوراقا ليقول للعالم إن فرنساه “استثناء”، كل ما يمكن ماكرون فعله هو الرفض والتشكيك…إنها هواية وغاية ما يمكن لفرنسا القرن الحادي والعشرين: أن تلعب دور الموسوس الموذي. ولهذا فرئيس فرنسا شكك في اللقاح الصيني وقبله غمز ولمز لقاح أسترازينيكا البريطاني.
لكن الصين لم تسكت له. وعلى لسان وكالة الأنباء الفرنسية نفسها، فإن الناطق باسم الخارجية الصينية قال في مؤتمر صحفي إن “الحكومة الصينية تولي سلامة وفاعلية اللقاحات ضد كوفيد أهمية كبرى”.
وقال وانغ وين بن، إنه “بناءً على المرحلة الثالثة من التجارب السريرية، من الواضح أن اللقاحات الصينية فعَّالة وآمنة”، مضيفا أنه “على المجموعة الدولية أن تتحد بدلاً من التصادم بشأن مسألة اللقاحات”.
وكان ماكرون، اعتبر يوم أمس الخميس خلال حوار مع مجموعة الأبحاث الأمريكية “المجلس الأطلسي” أن بكين استخدمت “دبلوماسية اللقاح” لدى عدة دول نامية، لكن دون تقديم معلومات شفافة حول فاعلية هذه المنتجات”
وقال: “هذا يعني أنه على المدى المتوسط والطويل، من شبه المؤكد أنه إذا لم يكن هذا اللقاح مناسباً فإنه سيسهّل ظهور نسخ متحورة جديدة، ولن يؤدّي إطلاقاً إلى إصلاح الوضع في هذه الدول”.
فرنسا الألفية الثالثة عاجزة عن مسايرة العالم المتقدم وليس بوسعها أن تقدم شيئا، لكنها لا يمكن أن تصمت..فصياح الديك مستمر..وكل ما بقي لباريس هو مستعمرات قديمة تقاتل لاستدامة مص دمها..حتى آخر قطرة. ولسوء طالع فرنسا فإن مستعمرات الأمس أو ما تبقى منها تحت هيمنتها بدأت أيضا تتململ.