الشوارع ــ المحرر
فجأة صحا العالم، ومعه نيام العرب، على “ويكيليكس رقم ” طارت أخباره من أمريكا إلى مختلف بقاع العالم مبشرا بأسابيع وشهور من الجدال والتحليل والتفسير وقراءة الدواعي لواحدة من أشهر التسريبات في هذا القرن.
في الذاكرة ما تزال قضية العميل الأمريكي “سنودن” وما حصل له وللعالم بعد تسريبات “وكليكس” التي كان لها ما بعدها على الصعيد العالمي، واليوم ينشغل الساسة والعسكريون والاستراتيجيون بهذا الذي “حصل”. وفي الشوارع أيضا لنا تساؤلاتنا وقراءتنا:
ـ ما حصل من تسريب لوثائق سرية يستحيل أن يخرج عن واحد من أمرين: إما مسرب بشكل مقصود أو بسبب “خيانة” داخلية.
ــ لابد من قراءة التوقيت: لماذا الآن تسرب وثائق بهذه الخطورة ومن المستفيد؟ التوقيت والسياق مهمان للغاية.
ــ التسريب إن كان بيد استخباراتية رسمية فإن الهدف منه لابد أن يكون استراتيجيا بهدف قلب الأوراق وخلط الملفات في عدد من القضايا وعلى رأسها الحرب في أوكرانيا والصراع مع الصين.
ــ إن حصلت التسريبات بيد “خائنة” من داخل الدولة الأمريكية فيجب قراءة الأمر من خلال التقاطب الداخلي في أمريكيا الذي من بين أعراضه الصراع بين ترامب وصحبه وأجندة اليسار الأمريكي التي يرمز لها بايدن ومن لف لفه.
ــ احتمال آخر وراد مؤداه أن اختراقا حصل بأياد روسية. وفي هذه الحال ستكون نهاية القطبية الأحادية وإعلان ميلاد رسمي لعصر الدببة والتنينات….وتمزيق الخرائط القديمة لعالم ما بعد الحرب العالمية الثانية وربما العد العكسي لحرب كونية ثالثة ترسم على إثرها الحدود…إن بقي بشر يسكن ما بين هذه الحدود.