الشوارع/المحرر
بسبب ما يشبه النسيان القهري، ظن صلاح الدين مزوار نفسه مازال وزيرا للخارجية، بصلاحيات غربية وليست مغربية، وتوهم رئيس الباطرونا المغربية أنه “سياسي حر” وليس مصنوعا إداريا، أو لعل مزوار خانته كل الأمور اللازم بقاؤها في رئيس سابق لحزب عصمان فأطلق تصريحات خاطئة “سياسيا” باتجاه الجزائر وحراكها وعسكرها.
ولأن المغرب الرسمي لا يلعب ولا يسمح لكائن سياسي/إداري مثل مزوار أن يرتكب كل هذا الذنب دون تربية وتأديب وثمن يدفع، فقد جاء رد تقريعي شديد اللهجة، سريعا من وزارة الخارجية التي كان رأسها يوما وفشل حتى في حماية سرواله وحزامه بمطار فرنسي.
ولكي يظهر مزوار للدولة أن عقله لم يصب بعطب فقد بادر بسرعة لوضع نقطة على سطر رئاسته للاتحاد العام لمقاولات المغرب، عبر تقديم استقالته التي عللها “بقيود شخصية”، بينما الحقيقة أن الخطوة جاءت كتعبير عن ندم مباشر أمام بلاغ وزارة الخارجية التي وصفت تصرفه بالأرعن.
وفي هذا السياق، قالت الخارجية المغربية في بلاغ لها أصردته اليوم الأحد رغم أنه يوم عطلة إدارية، قالت إن صلاح الدين مزوار، رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، اعتقد أنه يتعين عليه التعليق على الوضع الداخلي بالجزائر خلال مؤتمر دولي منعقد بمراكش، مؤكدة على أن “حكومة صاحب الجلالة تشجب هذا التصرف غير المسؤول والأرعن والمتهور “.
أكثر من ذلك، أوضحت وزارة الخارجية أن تصريح مزوار “أثار تساؤلات على مستوى الطبقة السياسية والرأي العام بخصوص توقيته ودوافعه الحقيقية”، مضيفة أن “الاتحاد العام لمقاولات المغرب لا يمكنه الحلول محل حكومة جلالة الملك في اتخاذ مواقف حول القضايا الدولية ولاسيما التطورات في هذا البلد الجار”، ملحة على أن ” موقف المملكة المغربية بهذا الخصوص واضح وثابت” و أن ” المغرب يمتنع عن أي تعليق بهذا الخصوص. فهو ليس له أن يتدخل في التطورات الداخلية التي يشهدها هذا البلد الجار، ولا أن يعلق عليها بأي شكل كان”.
وكان مزوار قد قال خلال تصريح له أمس بمؤتمر السياسة العالمي، إن الاحتجاجات في الجزائر تبعث على الأمل عكس ما يراه الكثيرون وأن العسكر مطالب بقبول مشاركة السلطة، بتعبير مزوار.
تعليق:
على مزوار أن يكون مستعدا لغضبة مخزنية قد يطول أمدها وقد يقصر، وقد يظل بسببها في الكراج حتى يلاقي ربه..وقد يناله الرضا ثم يعود للأضواء..المهم يا مزوار إنها غلطة المخزني الشاطر المحظوظ..وليكن ما سيقع لك عبرة لأولي الألباب الذين أكلوا غلالا وازدردوا خيرات ثم نسوا أنفسهم فأخطأوا بحقها وبحق أولياء النعمة، عن قصد أو من دونه.
www.achawari.com
