تليكسبريس تتعرض لعدوان سيبراني خبيث من الجزائر

الشوارع
بينما كان جل الزملاء في مهنة الصحافة والإعلام يمضون بعضا من نهاية الأسبوع طلبا لقليل من الاسترخاء في أفق العودة للعمل اليومي يومه الإثنين، قضى زملاؤنا في موقع “تليكسبريس” يومين عصيبين تحت قصف وعدوان سيبراني خبيث قادم من الجزائر.

وفي هذا السياق، أعلنت إدارة نشر موقع “تليكسبريس” اليوم الإثنين عن تعرض الموقع لهجوم إلكتروني عنيف، يومي السبت والأحد 17 و18 غشت الجاري، من قبل مجموعة قراصنة/هاكرز جزائريين، وهو الهجوم الذي أسفر عن تعطيل الخوادم التابعة له لفترة زمنية تجاوزت أربع ساعات.

وأبرز إدارة الموقع في بيان لها، تلقت “الشوارع” نظيرا له، أن الهجوم الجزائري، الذي سبقته تحذيرات مباشرة عبر تطبيق التواصل ميسنجر، توعد فيه بعض المجرمين مدير الموقع وحذروه من نشر مواضيع ذات صلة بالوضع السياسي والاجتماعي الذي تعيشه الجزائر.
ــ يذكر أن موقع “تليكسبريس يتابع الوضع في الجزائر عن كثب وبشكل دقيق سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي، لكن في حدود العمل الصحفي دون شتم أو سب أو قذف.
وعلى الصعيد التقني ، أضاف نص البيان الذي عممه الموقع، أن الهجوم اعتمد أسلوب المباغثة والاعتماد على الطرق التقليدية في توليد حسابات وهمية بغية إنهاك السيرفر وإسقاطه وشل حركته.
وزاد البيان نفسه أن الفريق التقني للموقع تمكن من استعادة السيطرة على الخوادم وإعادة تشغيل المواقع الاخبارية التابعة لمؤسسة “لاروليف” بشكل كامل مساء أمس الأحد 18 غشت 2024، كما تم تعزيز أنظمة الحماية لضمان عدم تكرار مثل هذه الهجمات.

ودعت إدارة “تليكسبريس” الجميع إلى توخي الحذر من محاولات نشر معلومات زائفة أو محتويات غير لائقة على شكل تعليقات بصفحات التواصل الاجتماعي بالخصوص، موضحة أنها ليست مسؤولة عنها، بالنظر إلى التهديدات التي كان الموقع هدفا لها وما قد ينجم عنها من أفعال خبيثة، مشددة على الاستمرار في تقديم خدماتنا الإعلامية بكل مهنية وحيادية.

ورغم هذه الضربات التي يعيش الموقع تحتها بشكل يكاد يكون منتظما أكد طاقمه أننا ” سنستمر في نفس النهج وعلى ذات الخط التحريري الذي رسمناه مهما حصل، وسندافع عن مصالح بلدنا وعن وحدتنا الترابية ضد أي كان، ولن يرهبنا في ذلك ذباب الطغمة العسكرية الجزائرية التي حان أوان رحيلها وأضحت تخبط خبط عشواء بفعل سكرات الموت”.
ومعلوم أن جل أقوى أخبار الجزائر يمكنك أن تجدها بشكل يومي في موقع “تليكسبريس” المغربي، وهذا ما أزعج بلا شك النظام في الجزائر، خصوصا في هذه الفترة الحساسة من الحملة الانتخابية لتجديد الثقة في الرئيس الحالي تبون.
ولمن لا دراية له بموضوع الحرب السيبرانية فقد يظن أنها مجرد مشكلات تقنية عابرة يمكن لأي تقني التخلص منها وإعادة الأمور إلى وضعها الطبيعي، والحال أن الأمر ليس كذلك.
فعندما تتعرض لهجوم خبيث مدبر فإن موقعك أو مواقعك يصبح مشلولا تماما وتبدأ بناه من حيث المحتوى و أقسام هيكله في التداعي واحدة تلو الأخرى وأنت تشاهده يتداعى وكأن تسونامي قد ضرب بلدة أنت فيها في عز شمس الظهيرة بينما تقف أنت على ربوة تتفرج مشدوها.
ويضاف إلى كل الخراب الذي يحصل أنه يدخلك في ورطات مع المستشهرين إن وجدوا: ففي هذه الحالة يكون بث وصلاتهم قد توقف لساعات أو أيام، وهم لا يهمهم أن بيتك تعرض لزلزال..وفكها يا من وحلتها، كما يقول المثل المغربي.
وإذا كانت مؤسسة “لاروليف” التي يديرها الزميل علي مبارك تتوفر لحسن الحظ على الحد الأدنى من الشروط التقنية واللوجيستية لمواجهة هذه المعضلات، فلكم أن تتصوروا مع يحدث مع مواقع تعاني الهشاشة في “أبهى” تجلياتها.
نغتنم هذه المناسبة غير السعيدة للتضامن مع زملائنا بـ”لاروليف“، وندعوا من يهمهم أمر توفر المغرب على مواقع قوية أن يعدوا العدة لحماية الأمن السيبراني للبلاد بصفة عامة، وبشكل خاص لكل المنصات التي تقوم بعمل جبار للصراع من أجل البقاء الموسوم بالعمل المهني المهموم بقضايا الوطن.
والواقع أن قراصنة أعداء الأمة والنظام حينما يهاجمهون “تليكسبريس” ومن سار على نهجها فإنهم لا يستهدفون أطرها ولا من يشتغلون بها كأشخاص بل يستهدفون الروح المعنوية الوطنية التي تحفزهم، ومعها  هوية خطوط تحريرية عنيدة وطنت النفس والعقل على الدفاع عن توابت المغرب في كل الظروف والأحوال.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد