الشوارع/المحرر
حتى قبل فترة بسيطة هب المغرب الرسمي بكل ما أوتي من قوة، والمغرب الشعبي بكل إيمانه لإنجاد تونس في كل محنها: الدولة بالدعم والشعب بالتعاطف والدعاء، واللهم لا منة.
لكن الرأي العام المغربي استفاق اليوم على خبر غريب عجيب تصدر عناوين الصحافة ومواقع التواصل: تونس تمتنع عن التصويت على تمديد مهمة المينورسو بالصحراء المغربية.
ما الذي حصل؟
هي أمور كثيرة حصلت في الحقيقة وليس أمرا واحدا. وفي مقدمة القسم الظاهر من جبل الجليد العائم نجد التالي:
ــ استغل النظام الجزائري الوضع السياسي المضطرب اقتصاديا في تونس ليمارس عليها الابتزاز بطريقته كي يجرها جرا إلى موقف يشذ عن تاريخ مواقفها وعلاقاتها بالمملكة المغربية.
ــ الرئيس التونسي الحالي، ومن خلال قراراته التي لم يفهمها حتى التونسيون، زاد من ضبابية الموقف،وغير مستبعد وقوعه في سوء التقدير وعدم الانتباه لخطورة هذا التحول الدراماتيكي في سياسته تجاه بلد شقيق وحليف اسمه المغرب.
وما زاد طين ما حصل بلة هو البلاغ “التوضيحي” الذي صدر عن المستشار لدى رئيس الجمهورية، وليد الحجام، الذي أعماها حين أراد أن يكحل عينيها، كما يقال.
فقد تكررت عبارات “الغربية” مرارا في هذا البلاغ، وعبر عن كون “تونس تتمسك بعلاقاتها الأخوية والتاريخية المتميزة مع كل الدول المغاربية، كما تتمسك بمبدأ الحياد الإيجابي في تعاطيها مع ملف الصحراء..”، والحال أن الأخوة هنا تركت مكانها للغدر فيما كان الحياد سلبيا قاتلا .
كما أعرب الحجام عن “ترحيب تونس بقرار مجلس الأمن الصادر اليوم الجمعة بخصوص تجديد ولاية البعثة الأممية في الصحراء الغربية”، وهو أمر غريب أن ترحب بلاد بقرار هي نفسها امتنعت عن التصويت عليه، أي وقفت ضده.