الشوارع/متابعة
ما أن عاش المغاربة بعض الفرح الرياضي عقب فوز منتخبنا للمحليين أمس بمالي بكأس أفريقيا حتى كنا للتو على موعد مع الحزن والأسى بعد أن أزهقت أرواح إخوة لنا غرقا بمصنع سري علني بطنجة.
فقد علم لدى السلطات المحلية لولاية جهة طنجة تطوان الحسيمة أن وحدة صناعية سرية للنسيج، كائنة بمرآب تحت أرضي بفيلا سكنية في حي الإناس، بمنطقة المرس في طنجة، عرفت اليوم الاثنين تسربا لمياه الأمطار، مما تسبب في محاصرة عدد من الأشخاص كانوا يعملون بداخل هذه الوحدة الصناعية.
وقالت السلطات المحلية والأمنية إن مصالح الوقاية المدنية تدخلت وتم إنقاذ 10 أشخاص نقلوا إلى المستشفى الجهوي لتلقي الإسعافات الضرورية.
وأفادت السلطات الولائية أن ما جرى أعقبه انتشال جثث 24 شخصا آخرين.
وقد تم فتح بحث من طرف السلطات المختصة، تحت إشراف النيابة العامة، للكشف عن ظروف وحيثيات هذا الحادث وتحديد المسؤوليات.
كما أوقفت السلطات الأمنية بطنجة صاحب المعمل، الذي كان مسرح فاجعة وفاة أزيد من عشرين عاملا في المدينة ذاتها.
من جانب آخر، فتح بحث من طرف السلطات المختصة، تحت إشراف النيابة العامة، لكشف ظروف، وحيثيات الحادث المذكور، وتحديد المسؤوليات
ووصل صدى الفاجعة إلى البرلمان حيث طالبت زهور وهابي النائبة البرلمانية عن حزب “الأصالة والمعاصرة”، محمد أمكراز وزير الشغل والإدماج المهني بالاستقالة
وخاطبت وهابي أمكراز : ” كنا ننتظر منكم تقديم استقالتكم قبل القدوم إلى المؤسسة البرلمانية لأنكم المسؤول الأول عن وفاة 32 شابة بهذا المعمل بينهم قاصرات”
وكان جواب الوزير كالتالي:” لا يمكنني إلا أن أتقاسم معكم الألم لأن هؤلاء مغاربة بغض النظر عن ما وقع وكيف وقع” مضيفا أنه “لا يمكن أن نتحدث إلا بعد الوقوف على تحديد المسؤوليات، ونشر نتائج التحقيق الذي تشرف عليه النيابة العامة”.
وانتشر الخبر لهيبا على منصات التواصل الاجتماعي حيث عبر مختلف النشطاء عن رفضهم ما وصفوه بـ”تضليل” الرأي العام من خلال وصف السلطات المحلية المعمل الذي كان يشتغل عشرات الأشخاص بـ”السري”، محملين إياها مسؤولية الفاجعة والأرواح التي راحت ضحية هذا النشاط غير القانوني.
تعليق:
نتوقع بحكم الواقع المر ألا يكون لهذه الكارثة صدى يمنع ما قد يتبعها مستقبلا. كيف؟ سيفتح تحقيق ويثار بعض اللغط ويدفن الضحايا..وتمر الأيام والأسابيع والشهور والسنين..ثم ننسى…اليد التي تقطع دابر الفساد والمفسدين رخوة وسيف القضاء الذي يضرب الظلام كسول.
www.achawari.com