الشوارع/المحرر
لا أحد يدري تحديدا سببت توالي الكوارث على بلادنا وتزامن حدوثها مع نزول أمطار الخير. كما لا يعرف السر وراء عبقرية مسؤولينا في تسمية الظواهر وطرق تبريرها.
ولأن هذا العالم قد أصبح أصغر من زقاق في قرية ولا سبيل لإخفاء أي شيء فإن بشاعة ما يقع في بلادنا يتخطى الحدود والقارات ليرسم عن بلادنا صورة للأسف تكشف الكثير من الحقيقة التي تنعكس بعمق على طبيعة التقارير التي تنجز عن المملكة وتقلص فرص الاستثمار التي ما أحوجنا إليها.
ولأن فاجعة طنجة إضافة إلى بعدها الإنساني المأساوي تخص قطاع الصناعة والاستثمار فإن الإعلامي الأمريكي اهتم بها حينا، وهو ما سيعطيها مدى مخيفا في الانتشار والاطلاع على تفاصيلها.
وهاهي “النيويورك تاميز”،واحدة من أعرق وأقوى صحف أمريكا، تبادر إلى نشر قصة الكارثة وتنتبه إلى تلك التسمية “العبقرية” التي أطلقتها السلطات على المصنع “السري” وتصححها في عنوان المقال وتستخدم بدها ” غير القانوني”.
ماذا سيقول العالم المتحضر عنا؟ شعب له مصانع سرية؟ وماذا سيوحي الأمر للناس غير التفكير في الممنوعات أو أن لنا سلطات من الغفلة بحيث لا تدري عن مصانع تشغل المئات وربما الآلاف من العمال، مع ما في الأمر من خرق للقانون وتهرب ضريبي؟
الحاصول..لقد أتى على وطننا الحبيب زمن وجدنا فيه أنفسنا أمام طريقيين: يا إما القانون والمعقول يا إما السير في طريق مظلم رأسا إلى الهاوية.
لا نتمنى لبلادنا أي سوء، ولذلك فمن عوامل السوء الأكبر هذا الصمت المريب عن أخطر التجاوزات المتتالية، ولذلك فإن أم السوءات كلها أن نتواطأ جميعا بالارتكان الجبان إلى مدرسة “سلك وعدي” لأنها مدرسة الشيطان الذي يورد الأمم المهالك.