الشوارع
التحق الدكتور مولاي عبد المالك المنصوري،بداية الأسبوع الجاري، بمنصبه مندوبا اقليميا لوزارة الصحة بقلعة السراغنة.
ونقلت مصادر محلية أن المنصوري، وفي سابقة من نوعها شكلا ومضمونا ورسالة أنه قام بزيارة ميدانية إلى أحد المؤسسات الإستشفائية التابعة للمديرية حتى قبل أن تطأ قدماه مكتبه الوظيفي.
ويعد هذا الإطار المغربي الشاب، كفاءة وطنية في مجال الطب والجراحة، وهو أكاديميا نتاج المدرسة المغربية، بحيث تخرج من كلية الطب بالدارالبيضاء، معززا مسيرته المهنية بالعديد من التداريب الميدانية بفرنسا، ويجر خلفه أزيد من عقدين من المراس المهني الحقيقي.
والدكتور المنصوري، ورغم كونه ابن واحدة من العائلات المراكشية العريقة، فقد وهب حياته للعمل الأحساني والاجتماعي، باعتباره مؤسسا ومسؤولا عن الجمعية المغربية للصحة والبيئة، التي تنشط في المجال الطبي الإحسلني.
وفي هذا الصدد، توصلت “الشوارع” بمعطيات تفيد أن المسؤول الأول الجديد عن القطاع الصحي بإقليم قلعة السراغنة، قام بأزيد من مائة قافلة طبية عبر ربوع المملكة، وفي بوادي ومداشر المغرب العميق تحديدا.
لقد جسد هذا الرجل المثال الحق للطبيب المواطن الذي لايمل من ملازمة الفقراء وذوي الحاجة، مبتغيا في ذلك وجه الله تعالى.
وليعرف أهل السراغنة كم هم محظوظون، فإن الخبرة الوازنة لمولاي عبد المالك المنصوري تتمثل في قيامه بما يفوق الف عملية جراحية منذ توليه مهام الجراحة العامة بكل من المستشفى الجامعي ابن سينا والمستشفى الجامعي العسكري، فضلا عن مستشفيات على مستوى مدن بني ملال وشيشاوة وبجعد وخريبكة ومراكش..
وهذا رقم يعتد به في المعايير العلمية في الدول المتقدمة. فالرجل لم ينزل على الطب بمظلة، ولا اخترق صفوف الصفوة عنوة أو محسوبية. لقد كد واجتهد وصنع لنفسه مكانة محترمة في المجتمع الطبي والإحساني.
وللتاريخ، فقد سطع نجم هذا الشاب المغربي الغيور والطموح، خلال زلزال الحسيمة، عندما شد الرحال عن طريق قافلة طبية في جبال الريف المثلجة.
وفي مثل هذه المآسي تظهر الهمم العالية، ويتذكر من عاشوا هذا الحدث كيف أقام الدكتور المنصوري حينها خلية نحل من أطباء وجراحين ووزع الأدوية وأجرى الفحوصات لمن يحتاجونها.
شي جميل أن يجمع المرء بين العلم وميزة التواضع وحب الخير. المنصوري الطبيب الجراح الخبير هو أيضا أخ وصديق الفقراء الذين يقصدونه من كل حذب وصوب لينظر في أحوالهم الصحية.
هذا المسؤول يجسد الوفاء لمبادئ ابي وقراط، ويتناغم مع التوجيهات الملكية في ضرورة إيلاء الأهمية لأبناء الهوامش.
قطعا سيظل هذا ديدن الرجل في منصبه الجديد، فمن شب على خلق لابد أن يشيب عليه.
WWW.ACHAWARI.COM