الشوارع/المحرر
امتزجت عوامل الظروف الاقتصادية الناتجة عن مخلفات الظرف الوبائي الذي يمر منه المغرب وباقي دول العالم بمستجدات الاجراءات التي انتهجها المغرب حيال نشاط التهريب بين المغرب والثغرين المحتلين سبتة ومليلية فأدت هذه الحيثيات مجتمعة إلى احتقان اجتماعي بالمضيق أسفر عن حراك شعبي خرج إلى الشارع.
وقالت عمالة المصيف الفنيدق إن عددا من الأشخاص، قاموا أمس الجمعة، بتنظيم وقفة احتجاجية غير مرخصة وفي خرق لمقتضيات حالة الطوارئ الصحية، بشارع محمد الخامس بمدينة الفنيدق، مع تعمدهم قطع الطريق العام، مما اضطرت معه السلطات العمومية للتدخل في امتثال تام للضوابط والأحكام القانونية لفض هذا التجمهر، بحسب قولها.
واضاف بلاغ العمالة أنه خلال هذا التدخل، قام بعض المحتجين برشق أفراد القوات العمومية بالحجارة، مما أسفر عن إصابة 6 عناصر، تم نقلهم إلى المستشفى لتلقي الإسعافات الضرورية، كما تم نقل 10 أشخاص إلى المستشفى أيضا، على إثر تسجيل حالات إغماء نتيجة التدافع وسط المحتجين.
وأضاف المصدر نفسه أنه قد تم فتح بحث بخصوص هذه الأحداث تحت إشراف النيابة العامة المختصة.
إلى ذلك، كانت السلطات الأمنية المحلية اعتقلت خليل حباري، الكاتب المحلي السابق لحزب الاتحاد الاشتراكي بالفنيدق، على خلفية الاحتجاجات التي شهدتها المدينة مساء الجمعة، للمطالبة بتحسين الأوضاع الاجتماعية بعد أزيد من سنة على إغلاق معبر سبتة.
وفي رد فعل لها على الاعتقال، قالت الكتابة الإقليمية لحزب الاتحاد الاشتراكي بعمالة المضيق الفنيدق في بيان رسمي لها بهذا الشأن : “كنا نظن أننا قطعنا مع هذا السلوك منذ سنوات ولكن ما حدث يخيب آمالنا في مغرب جديد كنا نحلم أن تحقيقه أصبح قريبا ..”.
تعليق:
زمنيا: تأتي هذه الأحداث، التي لا يجادل احد في مشروعيتها من حيث المبدأ كمطالب اجتماعية، أسبوعان قبل ذكرى عشرين فبراير التي مازال البعض يحن إلى إحيائها من رحم الماضي.
مكانيا: الفنيدق هو المكان الأكثر تضررا من إغلاق معبر سبتة، وهو إجراء وطني له مبرراته لكنه يقتضي خلق البدائل على الأرض كي يعيش الناس ولو بالحد الأدنى من الكرامة ومتطلبات الحياة القاسية.
في السياق: رصدنا ركوب البعض على هذه التحركات الاجتماعية ليضخمها وكأنها “ثورة” أو كشرارة لتحول رهيب سيعرفه المغرب، ولا يخفى أن من بني جلدتنا من يعيشون الاغتراب ليس في الجغرافيا وإنما الانسلاخ الكلي عن الواقع المغربي وينامون ليلا ليحلموا ب”جمهورية” على مقاسهم ولكن للواقع المغربي محدداته وللشعب وعيه بما لا يمكن تجاوزه وفي عمق الدولة من يزنون الأمور يميزان التوازن والتعقل…والزمن حكم بيننا: سيخرج على المغاربة قرارات تعيد كل شيء إلى نصابه وسيظل المستحيل “ليس مغربيا”
بقي فقط تنبيه الجمهور المغربي، من الناشئين خاصة، إلى التحري أولا من بعض “الأخبار” وهي في الواقع مصائد تبثها كائنات سامة عبر الانترنت في شكل تدوينات أو فيديوهات مدرحة بتوابل التهويل والبهتان..والتي ينكشف تدليسها في أقل من بضع ساعات.
