أطباء الغد في المغرب يذكروننا بحقيقية وسابقة لعلها المرة الأولى في العالم أن يريد طلبة في بلد ما تمديد فترة تكوينهم لسنة أخرى قبل الحصول على الدبلومات، فيما الأصل أن الناس يستعجلون التخرج لولوج سوق الشغل.
حدث هذا ويحدث في المغرب مع طلبة الطب والصيدلة المعتصمين المحتجين منذ العام الماضي من أجل مطلب واضج: لا نريد أن نصبح دكاترة بسرعة..نريد تكوينا أطول.
وللأسف الشديد سارت التنسيقية الوطنية للمكاتب المحلية للنقابة الوطنية للتعليم العالي بكليات الطب والصيدلة وطب الأسنان في ركاب وزيري الصحة والتعليم العالي واعتبرت أن “تقليص عدد سنوات الدراسة في كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان لن يؤثر حتما على جودة التكوين”.
ويا حسرة هؤلاء هم الأساتذة الذين يفترض أن يعرفوا أكثر من غيرهم قيمة التكوين الصحيح يقولون إن تقليص سنوات الدراسة في كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان “لا يبرر طول مدة المقاطعة وضياع السنة الدراسية”.
وزادت التنسيقية ، في بلاغ لها، إلى أن “الشؤون البيداغوجية (مدة التكوين طريقة التكوين، التقييم السهر على الجودة) شأن خاص بالأساتذة الجامعيين بكليات الطب والصيدلة وطب الأسنان، ولا يسمح لأي جهة بالمزايدة عليه”.
كما دعت التنسيقية الطلبة إلى “مراجعة موقفهم ومحاولة استدراك ما تبقى من مسارهم التكويني من أجل إنقاذ الطب العمومي”.
سيبقى هذا البلاغ مسجلا في التاريخ الطبي المغربي يؤرخ لوقفة الأساتذة في الصف الغلط وفي التوقيت الخطأ.
إن تنسيقية للتعليم العالي يجب أن تكون مناصرة للتكوين والبحث العلمي الذي يتطلب زمنا حقيقيا للتدريب والتعلم، في مجال حساس يتعلق بصحة الإنسان وحياته.
كان يجب على التنسيقية ووزارة الصحة ووزارة التعليم العالي والحكومة والدولة أن يطيروا فرحا لأن الله أكرم هذا الشعب بطالبات وطلبة مميزين يريدون أن يصبحوا أطباء حقيقيين غير ناقضي تكوين ليخدموا المواطنين بضمير إنساني وعلمي مرتاح.
من جهة أخرى، يجب الانتباه إلى مستوى وعي الطالبات والطلبة في تصريحاتهم لوسائل الإعلام: أنهم واعون مهذبون ويعرفون بالضبط ماذا يريدون، إنهم ليسوا تافهين بل يعبرون عن استثمار حقيقي للأسر المغربية في بناتها وأبنائها فوجهوهم التوجه الصحيح وصرفوا عليهم من صحتهم ومالهم الشيء الكثير.
حفظ الله شبابنا الثواق للعلم والمعرفة..أطباء الغد أنتم المستقبل والأمل.